أطلق د. طارق طهبوب رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في بريطانيا ، حملة لجمع التبرعات لإنشاء أول مركز لزراعة الكلى في قطاع غزة، جاء ذلك خلال تغطية مباشرة عبر شاشة قناة الحوار الفضائية استمرت على مدار ثلاث ساعات مساء يوم أمس السبت ، حيث دعا د. طهبوب الأمتين العربية والإسلامية للتبرع والوقوف إلى جانب مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة بإنشاء هذا المشروع والذي سيكون بمثابة تحقيق لأمل الشفاء لمئات المرضى المحرومين من العلاج والذين يعانوا آلام الحصار الظالم بل وراح بعضهم ضحية لتلك الأوضاع المأساوية.
وقال د. طهبوب أن التجمع قد أنهى كافة الدراسات الميدانية حول طبيعة الخدمة في قطاع غزة ، حيث سيعمل من خلال هذا المشروع تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الصحي والاكتفاء الذاتي في هذا الاختصاص خلال عامين الى ثلاثة أعوام على أبعد تقدير ، موضحاً الجوانب الايجابية للمشروع من دعم الطب الوقائي بمنع وصول المريض الى درجة الفشل الكلوي وتغيير مستوى الحياة وتوفير ما ينفق من نفقات علاجية لغسيل الكلى وتوجيهها الى خدمات صحية أخرى ، حيث ان المريض الواحد يكلف وزارة الصحة 6000 دولار سنوياً, كما ونوه د. طهبوب الى ضرورة توفير جهاز فحص التطابق بشكل دائم في غزة والذي يقدر تكلفته ب30 ألف دولار .
وفي مداخلة هاتفية ، أوضح د. مفيد المخللاتي حجم الازمة التي يعيشها القطاع الصحي في غزة جراء استمرار الحصار، والمعاناة التي يعانيها مرضى الفشل الكلوي ما هي إلا أحد الأوجه الصعبة والمأساوية للحصار الذي اثر بشكل كبير على عمل المستشفيات والمرافق الصحية وبالتالي على الخدمات الهامة ، كما وأثر صعوبة حركة وتنقل المرضى عبر المعابر ، كما وتحدث معاليه عن الصعوبة التي تواجهها الطواقم الفنية في صيانة الأجهزة الطبية وتوفير قطع الغيار وما فاقم الأزمة تواصل أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي أثرت بشكل مباشر على عمل الكثير من الأجهزة الحيوية في المستشفيات.
وحول مرضى الفشل الكلوي في غزة، أوضح د. المخللاتي أن مرضى الفشل الكلوي يواجه أكثر من مشكلة أبرزها من الناحية الاقتصادية والتكلفة المالية الكبيرة، فهناك 450 مريض فشل كلوي في غزة يحتاجونه إلى 3 جلسات غسيل دموي أسبوعيا، ما يعني أن 4670 جلسة غسيل كلى تتم على أجهزة بحاجة ماسة الى الصيانة المستمرة، و بحاجة الى الأدوية والمهمات الطبية التي تضمن لمريض الكلى بأنه سيحصل على فرصة علاج كاملة دونما معيقات تهدد حياته ، مشيراً الى أن تكلفة الخدمة في غزة تقدر بـ 4.5 مليون دولار سنوياً بواقع 400.000 دولار شهرياً .
وأضاف د. المخللاتي أن المشروع يعتبر أول مركز لزراعة الكلى في قطاع غزة سنعمل من خلاله الى الوصول الى الاكتفاء الذاتي من الكوادر البشرية المحلية القادرة على إجراء عمليات الزراعة وتوفير تكاليف السفر والعلاج بالخارج.
وأعرب معاليه عن شكره وتقديره الى كافة الأيادي البيضاء التي تمتد بالخير والعطاء من أجل مسح دموع مرضانا المكلومين ، خاصا بالذكر تجمع الأطباء الفلسطيني في أوروبا ، ولقناة الحوار الفضائية التي تشارك في إيصال صوت مرضى غزة.
وحول إسهامات الوزارة في المشروع ، أشار د. المخللاتي الى أن مجمع الشفاء الطبي يحتوي على كافة الخدمات الطبية اللازمة لإنجاح المشروع من غرف عمليات ومختبر وأشعة أي أن كافة مرافق المشروع موجودة. ونحن سنقدم كل الإمكانيات المتاحة لإنجاح هذا المشروع الخيري.
وتوجه معاليه إلى المؤسسات الخيرية بان لبوا نداء فلسطين فان لم تستطيعوا الوصول إليها فأرسلوا زيتاً يسرج بها مصابيح لبيت المقدس فدعم صمود أهل فلسطين واجب شرعي على الأمة بأسرها ، حاملاً للعالم رسالة المرضى الذين يعانون ويلات الحصار والفقر وصعوبة العيش ، مجدداً شكره الى القوافل الاغاثية والى كافة الشعوب الخيرة، والتي عبرت عن دعمها ومساندتها لغزة ورفضها للحصار.
إلى ذلك أوضح د. عبد القادر حامد المدير الطبي لوحدة زراعة الأعضاء في مستشفى ليفربول الملكي بريطانيا أ أن وفداً من التجمع زار القطاع في مارس الماضي، حيث اطلعنا المعاناة ودرسنا الوضع والإمكانيات ثم قدمنا مقترح لبرنامج متكامل لزراعة الكلى في غزة على مرحلتين وان الهدف الأساس لهذا المشروع أن تقام عمليات زراعة الكلى على أيدي كوادر طبية فلسطينية متدربة دون الحاجة الى طواقم طبية خارجية ، وأشار أنه خلال تلك الزيارة تمّ مناقشة موضوع تدريب الكوادر المحلية العاملة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة التدريب في مستشفى ليفربول الملكي ببريطانيا حول زراعة الكلى، حيث كانت ميلاد للتوأمة بين المستشفيين، حيث سيشمل التدريب للطاقم الجراحي والتمريض والتغذية والأشعة وصولاً إلى تكوين برنامج لزراعة الكلى على نفس المستوى الذي يقدم في مستشفى ليفربول ، مؤكداً الحصول على الموافقة على التدريب دون أية رسوم مادية تطلب من الأطباء الفلسطيني، وان ما يحتاج الى دعم وتمويل هي مصاريف التنقل والمعيشة داخل بريطانيا.
وأضاف د. حامد أنه وخلال زيارته الأخيرة لغزة تم أخذ عينة من ثلاث حالات بحاجة الى زراعة الكلى , حيث وبعد الفحوصات تبين جاهزية حالتين لإجراء العملية والتي تقدر تكلفة العملية الواحدة 10.000 دولار , داعيا في الوقت ذاته الخيرين في العالم إلى كفالة هاتين الحالتين لإجراء العملية لهما في أسرع وقت .
وأشار د. حامد الى الأوضاع المأساوية التي عاني منها مرضى الفشل الكلوي ، خاصة فترة الحرب ، حيث توفى العديد منهم جراء عدم قدرتهم الوصول للمستشفى لإجراء عمليات الغسيل للتخلص من الفضلات في الجسم ، خاصة البوتاسيوم ، فضلاً على عدم توفير المحاليل والمهمات الطبية وتفاقم أزمة الكهرباء ، واصفاً تلك الفترة بحالة إعدام عاشها المرضى ، مناشداً كل الخيرين في العالم لمد يد العون والاغاثة بهذه الفئة من المرضى وان تكون لهم الفرصة الكريمة للعلاج وإعطاؤهم فرصة كبيرة للحياة.
هذا وقد تخللت التغطية عرضاً لتقرير مصور حمل اسم ( أحلام بريئة ) وهو يصور جانباً من معاناة مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة ، التقرير من إنتاج وحدة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة.