تقرير:نهى مسلم/

 

في مستشفى “عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال ” ، تحجرت الدموع في مقلة الطفل يحيى السمنة ذي الثلاث سنوات ،يبكى بصمت تحت رحمة “برابيش ” بلاستيكية وآلات صماء التي كادت تئن رفقا بهذا الطفل المقيد بأنابيب ووصلات تسري فيها قطرات المحلول ليصل إلى وريده لعلاجه الذي أصبح أهم من غذائه ليواصل مسيرة حياته.

الطفل يحيى السمنة الذي كان يرقد على سرير الرعاية الصحية في مستشفى الرنتيسى لثلاث ساعات متتالية في رحلة شفاء أو بالأحرى رحلة عذاب طويلة مع الألم شبه اليومي ،كان ينظر لقطرات المحلول التي تتساقط في البربيش البلاستيكى الموصول بيده بكل حذر و ترقب و كأنه يعاتبه لماذا تأسرني بك و تمنعني من اللعب و تحرمني من طفولتي ، يحيى يعانى من مرض متلازمة الكليتين المزمنة منذ أن كان عمره أربعة شهور .

التقى المكتب الاعلامى لوزارة الصحة بوالدة الطفل السمنة التي كانت ترافقه في المستشفى والتي كانت تنظر لطفلها بعيونها التي كانت تحاول إخفاء دموعها حيث قالت بلهجة حزن مختلطة بكلمات الحمد و الشكر لله:”منذ أن ولدت يحيى لم يكن فيه شيء أو أية أعرا ،و لكن عند بلوغه سن الأربع شهور بدأت تظهر عليه أعراض غريبة لم أعهدها من قبل ،مثل انتفاخ في البطن و الساقين و تورم العينين”

وتابعت حديثها و هي ترسم ابتسامة أمل أمام ألم لا ينقطع:”لم ننتظر على هذا الوضع كثيرا و أخذناه فورا على المستشفى و تم عمل التحاليل اللازمة له،حيث تبين من تحليل البول تهريب بروتين بنسبة 3 شرطات من الدم وهى نسبة كبيرة” على حد قولها

كانت الصدمة

أم يحيى تجرعت الصدمة بكل صبر و أسى لكنها رضيت بقدر ربها و حمدته قائلة:”منذ ذلك اللحظة و أنا أذهب بطفلى للمستشفى ثلاث مرات في الأسبوع، و لمدة ثلاث ساعات ،حيث يتم إعطائه هيومن البيومن في الوريد،حينها اغرورقت عيناها التي حاولت إخفاء دموعها منذ بداية الحديث ،فلم تستطع تحمل منظر فلذة كبدها و هو يصرخ من شدة ألم الإبرة التي لم ترحم طفولته و نعومة يديه الصغيرتين عندما تدخل تحت جلده الرقيق الناعم ليتم وصلها بكيس دوائه”

صرخات يحيى تستغيث

انتظرنا الأم حتى حاولت الكف عن البكاء و قد أبكتنا معها و كأن طفلها هو طفلي فيا لها من لحظة و صرخة تدوي في آذان الذين يستمتعون بأنات و صرخات هؤلاء الأطفال الحانية البريئة التي تستغيثكم “لا تحرمونا من غذائنا ودوائنا حتى نعيش مثل أطفالكم”

تابعت الأم بتنهيدة عالية وصوتها المتقطع الحزين:”العلاج الذي يتم إعطاؤه لطفلي هو لمدى الحياة وليس له بديل في حال انقطاعه حيث ثمن العلبة الواحدة من (100-150 دولار)،و الذي يمكن أن يؤخر حالته للوراء خطوة كبيرة قد تعرضه لغسيل كلوي و من ثم الفشل الكلوي ،مضيفة بأن يحيى لا يمكن أن تجرى له عملية زراعة كلى “على حد قولها

دعوة عاجلة

دعت أم يحيى المؤسسات الإنسانية الصحية و مؤسسات حقوق الطفل تأمين علاج طفلها و الحرص على عدم انقطاعه،كما و تتمنى من جميع المنظمات الصحية في كافة دول العالم بأنه من لديه حل طبي جذري لحالة ومرض طفلها أن لا يتأخر عليها بهذه الخطوة الخيرة عسى أن يعيد الابتسامة له ويكمل مسيرة حياته طبيعية كباقي أطفال سنه.

تشخيص المرض

د.مصطفى العيلة رئيس قسم الكلية الصناعية والمدير الطبي القائم بأعمال مدير المستشفى شخص لنا حالة الطفل السمنة بأنه يعانى من مرض متلازمة الكليتين المزمنة أي (تسريب زلال في البول)،حيث يتم علاجه بدواء الهيومن البيومين في الوريد، و ذلك حتى لا تظهر لديه أعراض المرض من تورمات في الجسم و استسقاء عام ،و الذي ينتج عن نقص البروتين في الدم ،مما يحدث اضطرابات داخل الجسم تنتج عنه هذه الأعراض.

و أضاف د.العيلة:بأن هذا العلاج يأخذه الطفل لمدى الحياة بواقع ثلاث مرات أسبوعيا ،نتيجة استمرار تسريب الزلال في البول و الذي يؤدى كذلك إلى نقص المناعة،و حدوث التهابات متكررة في الجسم ،و عدم توفر هذا العلاج سيدخل الطفل في مرحلة غسيل الكلى و بالتالي إلى نتائج لا تحمد عقباها،خاصة وأن هذا الطفل لا يستغنى عن دواء الهيومين ألبيومين.

 

 

وحدة العلاقات العامة و الإعلام