alt

 

تقرير: نهى مسلم و ملكة الشريف

بعد أن سجلت الأزمة الدوائية أعلى مستوياتها ،فقد وصف د.منير البرش مدير عام الإدارة العامة للصيدلة الأزمة الدوائيةبـ”أسوأ أزمة يعانيها القطاع الصحي في قطاع غزة ، و التي أصبحت تشكل خطراً حقيقاً على المنظومة الصحية والخدمات المقدمة لنحو 1,7 مليون مواطن فلسطيني مؤكداً أن قطاع الأدوية مهدد بالانهيار بسبب التسارع الكبير في النقص الدوائي الذي وصل إلى مرحلة حرجة جداً و سيؤثر على قطاعات واسعة من الخدمات الصحية مبيناً أن عدد الأدوية النافذة في مستودعات الأدوية وصلت إلى حد لا يمكن السكوت عنه بعد نفاذ 253صنفاً من الأدوية الأساسية و 211 صنفاً من المستهلكات الطبية. مشيراً إلى أن المرضى الكلى والقلب والسرطان و العديد من الأقسام الحيوية الأخرى يواجهون مشاكل خطيرة يعد نفاذ عدد كبير الأدوية و المهمات الطبية ،محذرا بذلك من وقوع كوارث إنسانية في مستشفيات القطاع جراء هذا النفاذ الذي وصل إلى أخطر مستوياته منذ بداية الأزمة

 

أطفال الفشل الكلوي يئنون بصمت

في مستشفى “عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال ” ، وفي قسم الفشل الكلوي تحديدا أطفال تحجرت الدموع في مقلهم يبكون بصمت تحت رحمة “برابيش ” بلاستيكية وآلات “غسيل الكلى” الصماء التي كادت تئن رفقا بهؤلاء الأطفال المقيدين بأنابيب ووصلات تسري فيها الدماء في منظر تقشعر له الأبدان.

أطفال يميل لونهم إلى الازرقاق يرقدون على أسرة المستشفى لمدة أربع ساعات  في رحلة شفاء أو بالأحرى رحلة عذاب طويلة مع الألم شبه اليومي في أغلب الحالات.

وفي خضم حديثي- لأمهات الأطفال المرضى – واللواتي تركن خلفهن مسئوليات ثقال في البيوت من أطفال ومسؤوليات تجاه بيوتهن – ليقفن بجانب أبناؤهن يخففن من آلامهم .. أمهات رسمن ابتسامة أمل أمام ألم لا ينقطع.

“ما تصورنيش”

“ما تصورنيش”  بدموع متحجرة اغرورقت عيناه بها وصوت أصابه الألم والحدة والبكاء معا وجه لي كلامه بعدم التصوير بينما يده  موصولةٌ “بـ البرابيش” والدمّ يسري فيها في مشهدٍ ذابت له القلوب وسجدت شاكرة لله انه عافانا مما ابتلى به غيرنا،

 ” تامر الريفي ” ذو العشر سنوات والذي يبدو وكأنه في السادسة من العمر ، أمَّه تقول:” تامر ” محروم من اللعب منذ أربع سنوات وهو عمر إصابته بالمرض ، وهو يأتي للمستشفى 3 أيام أسبوعيا لغسيل الكلى ، وهو محروم من الذهاب المدرسة أو اللعب مع الأطفال خوفا من تلقيه أي ضربة على إحدى يديه، و يكره شرب الدواء فهو يتناول 13 نوعا من العلاج.

ابتسامة خجولة

بابتسامته الخجولة  تلقانا”عبد المطلب عوض ريحان ” ورغم مضي ثمانية أعوام  هي سنوات عمره قضاها في عراك مع مرضه، الذي تمثّل في قصور لوظائف الكلى، تطور إلى فشل كلوي منذ سنة ،  حدثتنا أمه عن حالته” انه كثيرا ما يتنفخ جسمه ولا يستطيع التنفس ، وأحيانا يذهب إلى المدرسة ، ولكنه محروم من اللعب خوفا من تلقيه أي إصابة من الأطفال، وهو يمل من ساعات الانتظار أثناء عملية الغسيل والتي تتراوح أربع ساعات ، ولكن ما باليد حيلة “.

 البكاء لغتها

“ليال أبو شحادة “ذات العام والأربعة شهور كانت قد انتهت من عملية الغسيل ولكن بكاءها لم ينقطع،  صغيرة هي في حجمها لا تجيد سوى البكاء لها لغة في حين يحاول والدها ترضيتها بقطعة من “كعك السمسم” الذي تحبه،…قابلنا والديها بوجهما الحزين متضرعين لله أن يخفف عنها وأن يشملهم جميعا برحمته”.

دموع ومناشدات

وناشدت أمهات الأطفال المرضى عن أملهن في تحرك الجهات المختصة بإيجاد كفالات  لأطفالهن  علها تساعدهم في تحمل جزء من تكاليف الأدوية إضافة إلى تكلفة المواصلات شبه اليومية ، والأكل والشرب الخاص الذي يجب أن يتناولوه وخصوصا في ظل الوضع المادي الراهن للأسر الفلسطينية، ونحن كلنا أمل ان يلبي وزير الصحة مطالبنا في  توفير سيارة لنقل أطفالنا من البيوت إلى المستشفى والعكس لان هذا سيوفر علينا الكثير من الجهد والوقت والمال.

نقص المستلزمات الطبية

بدوره حدثنا د. مصطفى العيلة رئيس قسم الكلية الصناعية والمدير الطبي القائم بأعمال مدير المستشفى انه في بدايات العام 2010 تم افتتاح قسم غسيل الكلى للأطفال وما يميز هذا القسم أنه تم تطوير الأداء فيه بحيث يناسب كافة أعمار الأطفال وأوزانهم وذلك لحداثة الأدوات والأجهزة اللازمة لذلك، ونظرا لارتفاع نسبة الأشغال على مدى الأربع سنوات السابقة تم إضافة (10) أسّرة  أـخرى (قسم مبيت الكلى) لاستيعاب نسبة انشغال الأسّرة الزائد حيث بلغت (87,5%) مما أتاح للأقسام الأخرى التوسع ، وكذلك تم تشغيل العناية المركزة منذ افتتاح أقسام المبيت.

الآن يتابع في عيادة أمراض الكلى قرابة 1000 مريض من أمراض الكلى والمسالك البولية منهم 80 حالة قصور كلوي مختلف الدرجات ، 16 منهم يعالجوا بغسيل كلوي بصورة منتظمة يتم مراجعة عيادات الكلى من خلال 4 عيادات أسبوعيا ، وفي يوم السبت يتم استيعاب الحالات الجديدة والعرض الجديدة من المستشفيات الأخرى.

أما يوم الأحد يتم استقبال حالات أمراض الكلى بشكل عام عدا حالات الفشل الكلوي وأمراض كبيبات الكلى ، يوم الاثنين يتم استقبال حالات “كبيبات الكلى “.

ويتبع هذه العيادة 70-80 مريض بصورة مستمرة، وفي يوم الأربعاء يتم استقبال حالات الفشل الكلوي التي تعالج علاجا تحفظيا بالإضافة لمرضى زراعة الكلى (غسيل كلوي لتنقية الدم).

وأضاف د. مصطفى العيلة أنه من فضل الله تعالى يتم التعامل مع كافة الحالات ما عدا تحويل بعض الحالات مثل دراسة خزعة الكلى، ولأن متطلبات الدراسة النسيجية غير متوفرة وتحول بعض الحالات نظرا لعدم وجود تصوير بالمسح الذري أي للفحص وليس للعلاج ، ونادرا ما يلزم تحويل بعض حالات (الغسيل البريتوني) وهو قسطرة موجودة في البطن.

وأضاف العيلة أن هذا النوع متوقف نظرا لعدم وجود مستلزماته الطبية في أغلب الأحيان، وما زال هناك بعض الحالات تحول نظرا لعدم وجود (قساطر) خاصة طويلة المدى لعمل غسيل الكلى عن طريق الدم.

وعلى ما سبق إذا توفر ( قساطر) لغسيل الكلى عن طريق الدم طويلة المدى وإمكانية الدراسة النسيجية لخزعة الكلى، وإمكانية تصوير بالمسح الذري وبعض تحاليل أمراض التمثيل الغذائي الناقصة .. عندئذ يكون بالإمكان تقديم الخدمة للأطفال في مجال تقديم الكلى بصورة تقترب من 100% وعندئذ سوف لا تحتاج من التحويلات للخارج.

وقد أشار الدكتور مصطفى العيلة بأن عدد الحالات التي تم إدخالها للمستشفى (مبيت) 408 حالة ، عدد الحالات التي ترددت على عيادات الكلى الخارجية 2800 حالة وذلك ضمن إحصائيات المستشفى الصادرة عن العام 2011.

مجموع حالات الغسيل 1515 مرة (غسلة).

في حين بلغ عدد الأطفال الذين تم زراعة كلى لهم سبع حالات منهم من بلغ 12 عاما وحول إلى الشفاء للمتابعة الطبية.

وأضاف العيلة بأن 1/3 الحالات يرجع للوراثة، و1/3 آخر أسباب خلقية يرجع لعدم وجود صمام ، أو وجود مثانة عصابية (منقبضة) تعمل على إرجاع البول إلى الكلى الثانية.

كما أن الطفل المصاب بالمرض تصحبه حالة من الهزال ويكون شاحب اللون ، لا يقوى على بذل مجهود كالأطفال الآخرين، ويصاحب ذلك تأخر واضح في النمو .

 

 

من جانبه ،أكد الحكيم شتات على جاهزية القسم من حيث الأجهزة حيث يحتوي القسم على 9 أجهزة وهي تكفي ، ولكن هناك نقص في المستلزمات والإمدادات الطبية  مثل ( دياليز)الذي يعمل كفلتر لتنقية دم للأطفال، كما يوجد نقص في مادة  BROODLINEالمناسبة لغسيل الكلى عند الأطفال، مما يشكل خطر على حياة الأطفال، وأيضا هناك العديد من النواقص الطبية والتي لا تستطيع الوزارة توفيرها الآن منها الكالسيوم، وعلاجات ضغط الدم.

نداء للعالم

ووجه د.العيلة نداءا لجميع المؤسسات الخيرية والدولية  مشيرا من خلاله إلى إمكانية الاكتفاء الذاتي إذا زودت المستشفى ببعض التحاليل والتجهيزات، وفي حال إحضار جميع النواقص من المستلزمات والأجهزة الطبية، وعلى صعيد جميع التخصصات ، وبشهادة العديد من أهالي المرضى حيث أنه لا يوجد فرق في الخدمات التي نقدمها للمرضى.

مرضى متلازمة الكليتين ونقص الهيومن البيومن

الطفل  يحيى السمنة (3 أعوام)الذي كان يرقد على سرير الرعاية الصحية في مستشفى الرنتيسى لثلاث ساعات متتالية  في رحلة شفاء أو بالأحرى رحلة عذاب طويلة مع الألم شبه اليومي ،كان ينظر لقطرات المحلول التي تتساقط في البربيش البلاستيكى الموصول بيده بكل حذر و ترقب و كأنه يعاتبه لماذا تأسرني بك و تمنعني من اللعب و تحرمني من طفولتي ، يحيى يعانى من مرض متلازمة الكليتين المزمنة منذ أن كان عمره أربعة شهور .

التقى المكتب الاعلامى لوزارة الصحة بوالدة الطفل السمنة التي كانت ترافقه في المستشفى والتي كانت تنظر لطفلها بعيونها التي كانت تحاول إخفاء دموعها حيث قالت بلهجة حزن مختلطة بكلمات الحمد و الشكر لله:”منذ أن ولدت يحيى لم يكن فيه شيء أو أية أعراض ،و لكن عند بلوغه سن الأربع شهور بدأت تظهر عليه أعراض غريبة لم أعهدها من قبل ،مثل انتفاخ في البطن و الساقين و تورم العينين”

وتابعت حديثها و هي ترسم ابتسامة أمل أمام ألم لا ينقطع:”لم ننتظر على هذا الوضع كثيرا و أخذناه فورا على المستشفى و تم عمل التحاليل اللازمة له،حيث تبين من تحليل البول تهريب بروتين بنسبة 3 شرطات من الدم وهى نسبة كبيرة” على حد قولها

كانت الصدمة

أم يحيى تجرعت الصدمة بكل صبر و أسى لكنها رضيت بقدر ربها و حمدته قائلة:”منذ ذلك اللحظة و أنا أذهب بطفلى للمستشفى ثلاث مرات في الأسبوع، و لمدة ثلاث ساعات ،حيث يتم إعطائه هيومن البيومن في الوريد،حينها اغرورقت عيناها التي حاولت إخفاء دموعها منذ بداية الحديث ،فلم تستطع تحمل منظر فلذة كبدها و هو يصرخ من شدة ألم الإبرة التي لم ترحم طفولته و نعومة يديه الصغيرتين عندما تدخل تحت جلده الرقيق الناعم ليتم وصلها بكيس دوائه”

صرخات يحيى تستغيث

انتظرنا الأم حتى حاولت الكف عن البكاء و قد أبكتنا معها و كأن طفلها هو طفلي فيا لها من لحظة و صرخة تدوي في آذان  الذين يستمتعون بأنات و صرخات هؤلاء الأطفال الحانية البريئة التي تستغيثكم “لا تحرمونا من غذائنا ودوائنا حتى نعيش مثل أطفالكم”

تابعت الأم بتنهيدة عالية وصوتها المتقطع الحزين:”العلاج الذي يتم إعطاؤه لطفلي هو لمدى الحياة وليس له بديل في حال انقطاعه حيث ثمن العلبة الواحدة من (100-150 دولار)،و الذي يمكن أن يؤخر حالته للوراء خطوة كبيرة قد تعرضه لغسيل كلوي و من ثم الفشل الكلوي ،مضيفة بأن يحيى لا يمكن أن تجرى له عملية زراعة كلى “على حد قولها

دعوة عاجلة

دعت أم يحيى المؤسسات الإنسانية الصحية و مؤسسات حقوق الطفل تأمين علاج طفلها و الحرص على عدم انقطاعه،كما و تتمنى من جميع المنظمات الصحية  في كافة دول العالم بأنه من لديه حل طبي جذري لحالة ومرض طفلها أن لا يتأخر عليها بهذه الخطوة الخيرة عسى أن يعيد الابتسامة له ويكمل مسيرة حياته طبيعية كباقي أطفال سنه. 

تشخيص المرض

د.العيلة شخص لنا حالة الطفل السمنة بأنه يعانى من مرض متلازمة الكليتين المزمنة أي (تسريب زلال في البول)،حيث يتم علاجه بدواء الهيومن البيومين في الوريد، و ذلك حتى لا تظهر لديه أعراض المرض من تورمات في الجسم و استسقاء عام ،و الذي ينتج عن نقص البروتين في الدم ،مما يحدث اضطرابات داخل الجسم تنتج عنه هذه الأعراض.

و أضاف د.العيلة:بأن هذا العلاج يأخذه الطفل لمدى الحياة بواقع ثلاث مرات أسبوعيا ،نتيجة استمرار تسريب الزلال في البول و الذي يؤدى كذلك إلى نقص المناعة،و حدوث التهابات متكررة في الجسم ،و عدم توفر هذا العلاج سيدخل الطفل في مرحلة غسيل الكلى و بالتالي إلى نتائج لا تحمد عقباها،خاصة وأن هذا الطفل لا يستغنى عن دواء الهيومين ألبيومين.

هذه بعض الحالات لأطفال في أطفال في عمر الزهور فى مستشفى عبد العزيز الرنتيسى، ولكن ما زالت هناك دموع متحجرة وألم صامت … ، وأصبحوا مجرد أرقام تنتظر ما قدر لهم من داء و دواء.

برنامج إسعاد الطفولة

وقد أشاد معظم العاملين وأهالي الأطفال ببرنامج إسعاد الطفولة التابع  لبلدية غزة وضمن نشاطاتها في المستشفى لما كان له من دور ايجابي في رسم البسمة على شفاه الأطفال المصابين بالأمراض المختلفة.حيث أشادت أ. سماهر الخزندار مسئولة العلاقات العامة في المستشفى بالنشاطات المقدمة من ألعاب وقراءة القصص والألعاب الأخرى المختلفة التي أدخلت الفرح إلى عالم الأطفال المرضى.

وتمنت أن تستمر مثل هذه البرنامج التي تدخل الفرحة إلى تلك الفئة من الأطفال المرضى.

نفاذ حقن IVIGالوريدية

وفي مستشفى النصر للأطفال،أكد د.نبيل البرقونى مدير المستشفى على نفاذ حقن IVIGالوريدية المستخدمة في علاج نقص المناعة عند الكبار و الصغار،و حالات نقص الصفيحات الوردى المناعى للأطفال،بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من مرض الكوساكى وهو مرض التهابات الأوعية الدموية و خاصة شرايين القلب و الشلل المفاجئ،مؤكدا على أن عدم توفر هذه الحقن سوف يؤدى إلى وفاة هؤلاء المرضى.

وحذر د.البرقونى من نفاذ هذه الحقن و التي لا بد أن يأخذها المريض،خاصة و أنها غير متوفرة في قطاع غزة ،مشيرا بذلك إلى أنه تم تحويل مريض يعانى من نقص المناعة إلى العلاج بالخارج ،و تم رفضه لعدم وجود هذه الحقن في م.المقاصد بالقدس،و حالات أخرى يتم تحويلها نتيجة نفاذ هذه الحقن الضرورية و العاجلة لإنقاذ حياة مريض لا ذنب له

تدهور متسارع في الرصيد الدوائي

و فى هذا السياق،فقد كان قد صرح د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن التدهور المتسارع في الرصيد الدوائي يدخل الخدمات الصحية برمتها في مرحلة حرجة تنذر بكارثة صحية حقيقية في قطاع غزة الذي يواجهه حصاراً صهيونياً سافراً للعام السادس على التوالي هو الأقسى و الأطول في تاريخ البشرية المعاصر .

و أوضح القدرة أن تدهوراً خطيراً و مستمراً يستنزف الرصيد الدوائي المتبقي في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية في القطاع بشكل يومي , مشيراً إلى نفاذ 253 صنفاً من الأدوية الأساسية و 211 صنفاً من المستهلكات الطبية من مستودعات الأدوية في الإدارة العامة للصيدلة.

و قال القدرة أن مرضى قطاع غزة يدفعون في هذه الأثناء ثمناً قاسياً جراء غياب أبسط حقوقهم العلاجية من الأدوية و المستهلكات الطبية الأساسية في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يتحمل مسئولية الجريمة الممنهجة الذي ترتكب بحق مرضانا من الأطفال و النساء و المسنين و الشباب و ذوي الاحتياجات الخاصة و المصابين في كل لحظة يستمر معها هذا الحصار الغير قانوني و الذي تنتهك فيه دولة الاحتلال كافة المواثيق الدولية و اتفاقية جنيف الرابعة و مبادي حقوق الإنسان .

و أكد القدرة أن هذا التدهور الحاد و الغير مسبوق في الرصيد الدوائي هو الأخطر و الأقسى على كافة المرضى و الطواقم الطبية في مسلسل الأزمة الدوائية الممنهجة و التي تعد العنوان الأبرز في حصار القطاع الصحي , و التي تتزامن مع التهديد المباشر و التصعيد المستمر من قبل العدو الصهيوني الذي يمعن في استهداف المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة .

و حذر القدرة من نفاذ تام لأكثر من 200 صنف من الأدوية و المستهلكات الطبية خلال الأسابيع القليلة القادمة , مبيناً أن الأزمة الدوائية تعرض أكثر نصف مرضى قطاع غزة للخطر المباشر لاسيما ذوي الأمراض المزمنة و مرضى الكلى و الدم و الأورام و السرطان و الأعصاب و الأطفال و النساء و التوليد وصولاً إلى مستلزمات المختبرات و أقسام الأشعة مشيراً إلى أن ذلك يتزامن مع استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مازالت تخيم على مناطق قطاع غزة بكاملها و تلقي بظلالها على قطاعات كبيرة و هامة فيه و تؤثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الصحية بمستواها الطبيعي في ظل استمرار نفاذ كميات كبيرة من السولار داخل المولدات الكهربائية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و عدم إمدادها بالكميات اللازمة .

هذا و طالب القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة المؤسسات الإنسانية و الاغاثية و الصحية محلياً و إقليمياً و دولياً بالوقوف عند مسئولياتها الأخلاقية و الوظيفية في وقف معاناة مرضى قطاع غزة الذين تتلقفهم الأزمات من كل جانب , مطالباً الجميع بضرورة تكثيف الجهود من أجل حماية حقوق المرضى العلاجية و ضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة لهم بما في ذلك التحرك الجاد و العاجل لتوفير الأدوية و المستهلكات الطبية اللازمة لحالاتهم المرضية للحيلولة دون وقوع كارثة صحية تلوح في الأفق .

كما طالب القدرة وزارة الصحة في الضفة المحتلة بإرسال ما لديها من المخصصات المعتمدة لمرضى قطاع غزة بشكل طارئ و عاجل بحسب الكشوفات التي ترفع إليها من خلال مستودعات الإدارة العامة للصيدلة في القطاع .

و دعا القدرة فصائل العمل الوطني الفلسطيني و مراكز حقوق الإنسان و المؤسسات الإعلامية إلى الوقوف بجانب مرضى قطاع غزة و مساندتهم في الحصول على حقوقهم العلاجية على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي.

وحدة العلاقات العامة و الإعلام