alt

 

صرح د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن التدهور المتسارع في الرصيد الدوائي يدخل الخدمات الصحية برمتها في مرحلة حرجة تنذر بكارثة صحية حقيقية في قطاع غزة الذي يواجهه حصاراً صهيونياً سافراً للعام السادس على التوالي هو الأقسى و الأطول في تاريخ البشرية المعاصر .
و أوضح القدرة أن تدهوراً خطيراً و مستمراً يستنزف الرصيد الدوائي المتبقي في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية في القطاع بشكل يومي , مشيراً إلى نفاذ 253 صنفاً من الأدوية الأساسية و 211 صنفاً من المستهلكات الطبية من مستودعات الأدوية في الإدارة العامة للصيدلة.
و قال القدرة أن مرضى قطاع غزة يدفعون في هذه الأثناء ثمناً قاسياً جراء غياب أبسط حقوقهم العلاجية من الأدوية و المستهلكات الطبية الأساسية في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يتحمل مسئولية الجريمة الممنهجة الذي ترتكب بحق مرضانا من الأطفال و النساء و المسنين و الشباب و ذوي الاحتياجات الخاصة و المصابين في كل لحظة يستمر معها هذا الحصار الغير قانوني و الذي تنتهك فيه دولة الاحتلال كافة المواثيق الدولية و اتفاقية جنيف الرابعة و مبادي حقوق الإنسان .
و اكد القدرة أن هذا التدهور الحاد و الغير مسبوق في الرصيد الدوائي هو الأخطر و الأقسى على كافة المرضى و الطواقم الطبية في مسلسل الأزمة الدوائية الممنهجة و التي تعد العنوان الأبرز في حصار القطاع الصحي , و التي تتزامن مع التهديد المباشر و التصعيد المستمر من قبل العدو الصهيوني الذي يمعن في استهداف المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة .
و حذر القدرة من نفاذ تام لأكثر من 200 صنف من الأدوية و المستهلكات الطبية خلال الأسابيع القليلة القادمة , مبيناً أن الأزمة الدوائية تعرض أكثر نصف مرضى قطاع غزة للخطر المباشر لاسيما ذوي الأمراض المزمنة و مرضى الكلى و الدم و الأورام و السرطان و الأعصاب و الأطفال و النساء و التوليد وصولاً إلى مستلزمات المختبرات و أقسام الأشعة مشيراً إلى أن ذلك يتزامن مع استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مازالت تخيم على مناطق قطاع غزة بكاملها و تلقي بظلالها على قطاعات كبيرة و هامة فيه و تؤثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الصحية بمستواها الطبيعي في ظل استمرار نفاذ كميات كبيرة من السولار داخل المولدات الكهربائية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و عدم إمدادها بالكميات اللازمة .
هذا و طالب القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة المؤسسات الإنسانية و الاغاثية و الصحية محلياً و إقليمياً و دولياً بالوقوف عند مسئولياتها الأخلاقية و الوظيفية في وقف معاناة مرضى قطاع غزة الذين تتلقفهم الأزمات من كل جانب , مطالباً الجميع بضرورة تكثيف الجهود من أجل حماية حقوق المرضى العلاجية و ضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة لهم بما في ذلك التحرك الجاد و العاجل لتوفير الأدوية و المستهلكات الطبية اللازمة لحالاتهم المرضية للحيلولة دون وقوع كارثة صحية تلوح في الأفق .
كما طالب القدرة وزارة الصحة في الضفة المحتلة بإرسال ما لديها من المخصصات المعتمدة لمرضى قطاع غزة بشكل طارئ و عاجل بحسب الكشوفات التي ترفع إليها من خلال مستودعات الإدارة العامة للصيدلة في القطاع .
و دعا القدرة فصائل العمل الوطني الفلسطيني و مراكز حقوق الإنسان و المؤسسات الإعلامية إلى الوقوف بجانب مرضى قطاع غزة و مساندتهم في الحصول على حقوقهم العلاجية على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي.