صرح د. أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة , أن الرصيد الصفري للأدوية والمستهلكات الطبية في مستودعات الوزارة بلغ 347 صنفا , وان 213 صنفا من الأدوية والمستهلكات الطبية ستنفذ في غضون الأشهر الثلاثة القادمة , ما يعني أن أزمة الأدوية المستهلكات الطبية وصلت إلى حدود كارثية تبقى على مؤشرات الخطر الذي يهدد حياة المرضى في قطاع غزة , في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي من أزمة الكهرباء خاصة بعيد توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل , وتوقف إمدادات الوقود الواردة إلى غزة وتأثير ذلك على مخزون الوزارة من السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية .
وأشار د. القدرة إلى إننا اليوم أمام أزمة مركبة وهي ليست وليدة اللحظة إنما هي أزمة عمرها ستة أعوام منذ فرض الحصار الظالم على قطاع غزة , ولطالما حذرنا في كثير من المنعطفات الخطيرة التي شهدها العمل الصحي في غزة خلال تلك الفترة ومن خطورة أن تصل الأمور إلى مانحن عليه الآن .
كما وأكد د. القدرة , نفاذ المحاليل االطبية و المستهلكات المخبرية اللازمة لمختلف التحاليل في مختبرات وزارة الصحة ما يعني انذاراً بتوقف تقديم الخدمة في تلك المختبرات , وأضاف د. القدرة أن المختبرات تشهد في هذه اللحظات نفاذ المحاليل اللازمة لإجراء الفحوصات الروتينية لأمراض الكلى والكبد وأملاح الدم و الدم الثلاثية , و قياس غازات الدم , والعديد من المستهلكات المخبرية كأنابيب مزارع الدم , إضافة إلى الفحوصات المركزية لمتابعة المرضى الذين أجروا عمليات زراعة الكلى , وفحوصات تقدير نسبة الدواء ومؤشرات السرطانات , وكواشف التهاب الكبد الوبائي بأنواعها , وبعض أدوية التشنجات وأدوية الهرمونات , وأشار د. القدرة إلى عدم قدرة المختبرات في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية لتقديم هذه الخدمات .
و جدد د. القدرة أن أكثر من 80% من مرضى قطاع غزة مهددون بتفاقم وضعهم الصحي جراء توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع ,بالإضافة إلى تدهور المخزون الاستراتيجي من السولار داخل المولدات الكهربائية الموجودة في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و الذي وصل حتى اللحظة إلى نفاذ 72% منه .
و في الوقت ذاته حذر القدرة من كارثة صحية ستطال كافة المرضى المنومين في الأقسام الحيوية في المستشفيات بشكل مباشر جراء هذا التدهور الخطير في الرصيد الدوائي المتزامن مع اشتداد ازمة الكهرباء و التي وصلت الى انقطاع لمدة 12ساعة يومياً مما سيضع كافة الخدمات الصحية امام منعطف خطير لاسيما وهي تعتمد على استمرار التيار الكهربائي المرتبط بالأجهزة الطبية في اقسام حضانات الاطفال و العناية المركزة و عناية القلب و قسطرة القلب و القلب المفتوح و اقسام غسيل الكلى و الاستقبال و الطوارئ و غرف العمليات و المختبرات و الاشعة التشخيصية في كافة مستشفيات قطاع غزة و مراكز الرعاية الاولية التي ستكون عاجزة عن تقديم التطعيمات اللازمة للمواطنين في كافة محافظات قطاع غزة و التي تعتبر الأفضل على مستوى العالم حالياً .
هذا و جدد القدرة مطالبته لللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة المنظمات الإنسانية و الصحية الدولية بتكثيف جهودها و سرعة تطويق الأزمة التي تحاصر مرضى قطاع غزة العمل على حماية حقوقهم العلاجية بالكامل و حماية المنظومة الصحية من الخطر التي يتهددها في كل لحظة .
و ناشد القدرة باسم مرضى غزة المجتمع الدولي و أحرار العالم و منظمات حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال الصهيوني لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني و إنهاء الحصار الذي يعتبر تحدياً للقانون الدولي و مبادئ حقوق الإنسان في القرن الحادي و العشرين,
و دعا القدرة كافة الوفود العربية والإسلامية والدولية الصديقة التي زارت غزة و كانت شاهداً تأثير الحصار و التصعيد الصهيوني على الواقع الصحي و رفعت تقاريرها التي أبرزت مدى تدهور الوضع الإنساني والصحي الى سرعة تنفيذ ماورد من توصياتها بشكل ميداني على الأرض وكل ما من شأنه كبح جماح الأزمة .
و وجه القدرة نداءا عاجلا لفصائل العمل الوطني و لجنة الحريات و المصالحة المجتمعية لوضع ملف الكهرباء و الأدوية على طاولة البحث و الخروج بموقف وطني موحد ينهي الأزمة برمتها.