ساعات تفصل المؤسسات الصحية عن كارثة حقيقية

وزارة الصحة توجه نداءا عاجلا للتدخل لوقف حدة أزمة الوقود على حياة المرضى ومصير الخدمة الصحية

حذر وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش من خطورة الأوضاع داخل مرافق ومؤسسات وزارة الصحة وما آلت إليه تداعيات أزمة نقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل عديد الأقسام الحيوية في المستشفيات في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي والممتد على مدار 18 ساعة يوميا, مشيرا إلى أنّ المجمعات الطبية الكبيرة لم تعد قادرة على تطويق الأزمة لما تضمه من تخصصات طبية واستقبالها للعديد من المرضى محمولين من مختلف مستشفيات القطاع, فضلا على تأثر سير إجراء العمليات الجراحية والتهديد المباشر للمرضى المنومين في أقسام العناية المركزة وحضانات الأطفال وتعطل العمل في المختبرات وأقسام الأشعة , موضحا ان كمية الاستهلاك الشهري من الوقود في مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية تبلغ 350 ألف لترا شهريا وان الاستهلاك يتزايد بكميات كبيرة في حال الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي , فصعوبة الأزمة تتجلى واضحة في مجمع الشفاء الطبي والذي يستهلك خلال 18 ساعة انقطاع للتيار الكهربائي يوميا  6000 لتر, وأن الكمية المتبقية من الوقود تبلغ 15 ألف لترا تكفي لثلاثة أيام, إضافة الى عدم انتظام القدرة الكهربائية التي تنتجها المولدات الكهربائية ما يؤثر بشكل سلبي على الأجهزة الطبية وبالتالي نكون أمام أزمة مركبة ومعقده يصعب السيطرة عليها مع نقص الإمكانيات لإصلاح ما يتوقف من تلك الأجهزة.

وأضاف د. أبو الريش أنّ هذه الأزمة المتجددة أصبحت كابوسا يؤرق العمل الصحي بمختلف تخصصاته ويضيف آلاما قاسية للمرضى مع اشتداد التهديد بتوقف خدمات طبية لأغنى عنها في بقائهم على قيد الحياة متحدثا عن خطورة الوضع في أقسام غسيل الكلى والجراحات انه لا يمكن تصور حال تلك الأقسام خلال الساعات القادمة والتي سنكون مطرين لوقف العمل بها جراء توقف المولدات الكهربائية عن العمل بفعل نفاذ الوقود ما يعني أننا أمام كارثة حقيقية تفصلنا عنها ساعات قليلة ترتبط بها حياة المئات من المرضى .

كما وتوجه بنداء عاجل إلى كافة المؤسسات الدولية والصحية والإنسانية والجهات المعنية بالعمل الصحي إلى سرعة التدخل الفوري لتطويق الأزمة وإنقاذ الخدمات الصحية من حالة الشلل الكامل والتي أصبحت قاب قوسين من كارثة يصعب التنبؤ بانعكاساتها الخطيرة على مجمل العمل الصحي في غزة .

هذا وتسببت الأزمة بتوقف العمل بالمجمع الإداري لوزارة الصحة منذ ساعات صباح اليوم الأمر الذي اعتبرته كوادر وزارة الصحة مؤشرا حيا على خطورة المشهد, وان عديد المستشفيات ستكون على موعد مع مشهد مماثل خلال ساعات  .

مولدات تحتضر

وبين عدد من المولدات الكهربائية تتناوب فرق الهندسة والصيانة لمراقبة عملها والتي تمر بحالة من الاحتضار الغير مسبوقة, وسعيا من تلك الطواقم على توزيع ما تبقى من كميات الوقود على تلك المولدات والتي بدأت أصواتها تخبو على وقع أزمة نقص الوقود لتعلن بذلك دخول مرحلة صعبة حيث يبين م. بسام الحمادين مدير عام الهندسة والصيانة أنّ المولدات الكهربائية تعمل بأقل من قدرتها وبالتالي كميات ضعيفة من الكهرباء لا تكفي لتشغيل أجهزة ذات مكونات حساسة ما يعني تعرضها للتلف ولكننا نضر لتشغيلها خاصة في الأقسام الحيوية , مشيرا إلى جهود الطواقم الهندسية ومنذ اشتداد الأزمة في مراقبة المولدات وتوزيع الأحمال خلال ساعات القطع الطويلة والتي تصل الى 18 ساعة يوميا .