alt

 

استمرارا لمسلسل العقاب الجماعي الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على مرضى قطاع غزة ، و تأخر وصول الحصة القانونية من وزارة الصحة برام الله بشكل دوري لمستشفيات القطاع و المقررة بنسبة 40% من إجمالي احتياج السلطة الفلسطينية من هذه الأدوية ، أكد د. محمد الزميلي مدير مستودعات الأدوية المركزية بالوزارة أن هناك ثلاثة و عشرون صنف من الأدوية الأساسية والضرورية و العاجلة لمرضى الأورام رصيدها صفر و أن مشكلة النقص ستتفاقم في حال عدم حلها بأقصى سرعة، بدوره أكد د. نائل سكيك رئيس قسم صيدلية العلاج الكيماوي بمجمع الشفاء الطبي أن هناك عدد 600 مريض في القسم ينتظرون وصول هذه العلاجات لمباشرة تحضيرها و صرفها لهم.

أدوية مفقودة

و أوضح د.سكيك بأن من أهم هذه الأدوية المفقودة صنفFluorouracil 1gm و الذي يعتبر جزءا أساسيا في غالبية بروتوكولات علاج سرطانات الرئة و القولون و الثدي و الجهاز الهضمي ، وعدم توفر هذا الصنف سوف يوقف تطبيق خط العلاج الكيماوي ،الأول و الثاني و الثالث من هذه البروتوكولات،مما يؤدى إلى تطور المرض و انتكاس المريض و تفاقم الوضع الصحي لمرضى الأورام.

و أشار د.سكيك إلى نقص دواء آخر هو 500mg TabletCapecitabineو هو علاج خاص بمرضى سرطان الثدي و القولون و المعدة ،بالإضافة إلى صنف Bevacizumab 400mgو الذي يستخدم لعلاج مرضى سرطان القولون، و هما خط علاج كيماوي ثاني بعد فشل الخط الأول.

هذا و دعا د.سكيك إلى ضرورة توفير أدوية علاج الأورام بانتظام و بشكل دائم ،لأن تأخير وصول هذه الأدوية لهذه الشريحة من المرضى ،يدخلهم في انتكاسة و مضاعفات و يعطى فرصة للخلايا السرطانية أن تتكاثر ،و بالتالي تزداد حالة المريض سوءا،منوها إلى أنه خلال الثلاث شهور الماضية لم يأخذ أي مريض علاجه بشكل كامل.

ولفت إلى أن توفر الأدوية في مستشفيات القطاع يجنب الوزارة أعباء التحويل للخارج و التي تشكل إرهاقا ماديا للوزارة، و مشقة وعناء للمريض، خصوصا على المعابر المؤدية لقطاع غزة مما يفاقم المشكلة.

كما أن قسم الدم و الأورام في مستشفى غزة الأوروبي يعاني من نفس مشكلة نقص الأدوية لهذه الفئة من المرضى .

و من الجدير ذكره بأن العلاج الكيميائي يتم إعطاؤه للمريض من خلال الحقن الوريدي أو العضلي أو عن طريق الفم ، من خلال دورات ، كل دورة تتكون من عدد من العلاجات تعطى على عدة فترات (من أسبوعين إلى 4 أسابيع )على مدار (4-6) شهور حسب العلاج و المرض ، يتم خلالها تقييم مدى استجابته المريض للعلاج .

و يبلغ عدد مرضى الأورام في قطاع غزة 7000 مريض حسب ما هو مسجل في الأرشيف الطبي لأقسام الأورام الثلاثة بالمستشفيات ( الشفاء ، الأوروبي ، الرنتيسي التخصصي).

تهديد مباشر للمرضى

و في السياق ذاته فقد أوضحت د.ماجدة القيشاوى مدير دائرة صيدلة المستشفيات أنه يتم علاج مرضى السرطان وفقا لبروتوكولات علاجية محددة لكل نوع حسب المرحلة التي يمر بها المريض ، و هذه البروتوكولات تم إعدادها من قبل لجان طبية متخصصة محلية في قطاع غزة ووفقا لما هو معتمد في علاج مثل هذه الأمراض عالميا وبما يتماشى مع الوضع الاقتصادي للقطاع .

و أضافت د.القيشاوى” أن هذه البروتوكولات العلاجية تتكون من (خط أول ، خط ثاني، وخط ثالث) حسب نوع الورم ومرحلة المرض ومدى استجابة المريض للعلاج ، ومن حيث التكلفة فإن الخط الأول عادة يكون من الأدوية غير باهظة التكلفة و متوفرة بشكل مقبول ، أما الخط الثاني والثالث فغالبا ما يتكون من أدوية باهظة الثمن ، و يوجد في وزارة الصحة قائمة أدوية أساسية تشتمل على أدوية الأورام الضرورية اللازمة للمرضى (وعددهم 62 صنفاً) ويتم علاجهم وفق هذه البروتوكولات بعد عرض الحالة على لجنة العلاج التخصصي بالوزارة لاعتماد العلاج المقرر لها.

و لفتت د.القيشاوى إلى أنه يتم عادة توفير أدوية الأورام من خلال مناقصة حكومية في رام الله إضافة إلى بعض التبرعات من الجهات المانحة. وتقوم مستودعات الأدوية التابعة للوزارة في غزة بإمداد مستودعات الأدوية في رام الله بالاحتياجات المطلوبة للمرضى ليتم توريدها من هناك إلى القطاع، مشيرة إلى أن وزارة الصحة بغزة لا تستطيع شراء علاجات الأورام بسبب ظروفها المالية الصعبة وتردد الجهات المانحة في دعم وتوفير أدوية السرطان بسبب ثمنها الباهظ .

وأكدت على أن عواقب أزمة نقص أدوية أمراض السرطان تختلف عن مثيلاتها من الأمراض الأخرى كالضغط و السكري و غيرها ، لأن مريض السرطان تتدهور حالته بسرعة في حالة عدم البدء بالعلاج المناسب ( مرحلة أولي ثم مرحلة ثانية ثم انتشار Metastasisثم الوفاة) كما أن علاج مراحل المرض يختلف نوعاً وتكلفة ، بالإضافة إلى أن معظم أدوية مرضى السرطان غير متوفرة في السوق المحلية وثمنها مرتفع جدا لا يستطيع المريض تحمل تكلفتها.

و استعرضت د.القيشاوى وضع المريض في حال تلقيه جرعة أو جرعتين من العلاج ثم انقطع عنه لمدة شهرين أو ثلاثة- بسبب عدم توفره- قائلة:” أن الحالة مرشحة لحدوث أحد الاحتمالات التالية والتي أولها أن يتطور المرض بسرعة و تتفاقم حالته ويتوفى قبل توفير الدواء ،و ثانيها أن يتوفر الدواء مرة أخرى بعد انقطاعه هذه المدة ، وعندها يتم إعطاء المريض جرعات كاملة من جديد وإغفال ما أخذه من جرعات العلاج الكيمياوي السابقة (لعدم استكمالها كما هو محدد لها) مما يترتب عليه زيادة في معاناة المريض وإهدار للجرعات التي أخذها في السابق،و الاحتمال الثالث أن تتدهور حالته المرضية خلال فترة الانتظار و يصبح بحاجة إلى تغيير البروتوكول العلاجي بآخر ، ويمكن أن يتصادف أن الدواء الجديد الموصوف للمريض بعد تفاقم وضعه الصحي غير متوفر أيضاً وبالتالي يضطر المريض أن يخوض مرحلة أخرى من الانتظار والصراع مع هذا المرض الفتاك و ربما يتوفى قبل وصول العلاج أيضا.

و الجدير ذكره بأن وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة تقوم بتقديم الخدمة الصحية لهؤلاء المرضى من خلال مراكز حكومية ثلاثة في قطاع غزة وهي” قسم الدم و الأورام في مستشفى الشفاء (و يقدم الخدمة للمرضى -أكبر من سن 12 سنة- من سكان منطقة شمال القطاع و مدينة غزة و المنطقة الوسطى)، قسم الدم و الأورام في مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي التخصصي ( يقدم الخدمة للمرضى –دون سن12 سنة- من سكان منطقة شمال القطاع و مدينة غزة و المنطقة الوسطى) ،بالإضافة إلى قسم الدم و الأورام في مستشفى غزة الأوروبي و (الذي يقدم الخدمة للمرضى الكبار و الصغار من محافظات جنوب قطاع غزة – رفح و خانيونس )” .

وحدة العلاقات العامة والاعلام