حذر د.أشرف القدرة الناطق بإسم وزارة الصحة الفلسطينية من تدهور الحالة الصحية لنحو 75 طفلاً من المصابين بالتلاسيميا جراء نفاذ علاج الــ ( deseferal ) من مخازن وزارة الصحة و مستشفياتها بالكامل و هو من العلاجات الأساسية الطاردة للحديد المتراكم نتيجة ارتفاع كرات الدم الحمراء في الدم ،و في حال توقف هذا العلاج فانه يسبب ارتفاع مزمن للحديد في الدم مما يشكل خطراً على القلب و الكلى و الدماغ بالإضافة إلى مشاكل أخرى في الأعضاء الداخلية لهؤلاء الأطفال .
و قال القدرة أن نفاذ هذا الصنف من الأدوية يشكل اضطراباً حقيقياً في البرتوكول العلاجي لمرضى التلاسيميا و بالتالي ستكون حياتهم معرضة للخطر يوماً بعد يوم .
و بين القدرة أن السنوات الأخيرة شهدت تناقصاً ملحوظاً بعدد المصابين في المجتمع الفلسطيني بمرض التلاسيميا و ذلك بفضل وعي المواطنين بالالتزام بقانون الزواج الايجابي .
و أشار القدرة إلى أن الوزارة أطلقت تحذيرات عديدة من مغبة الوصول إلى كارثة حقيقية سيدفع ثمنها مرضى قطاع غزة جراء التناقص المستمر في الرصيد الدوائي و الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ أربع سنوات مطلع فبراير الماضي بنفاذ 347 صنفاُ من الأدوية و المستهلكات الطبية و التي تطال
أكثر من ثلث المرضى في قطاع غزة الأولية لاسيما مرضى الكلى و الدوم و الأورام و السرطان و الأعصاب و الأطفال و النساء و التوليد وصولاً إلى مستلزمات المختبرات و أقسام الأشعة و التي تتزامن مع التناقص المستمر في المخزون الاستراتيجي للسولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تمدنا بالكهرباء التعويضية البديلة في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مازالت تجتاح مناطق قطاع غزة بكاملها.
و دعا القدرة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الإنسانية و الصحية الى تكثيف جهودها لحماية حقوق المرضى العلاجية و ضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة لهم و ذلك بالتحرك الجاد لتوفير الأدوية و المستهلكات الطبية اللازمة لحالاتهم المرضية و خاصة الأطفال المصابين بمرض التلاسيميا و الذين يتهددهم الخطر من كل جانب جراء نفاذ احد علاجاتهم الأساسية.
كما طالب القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة فصائل العمل الوطني و مراكز حقوق الإنسان العاملة و المؤسسات الإعلامية بالضغط على وزارة الصحة برام الله لاتخاذ موقفاً إيجابياً من مرضى قطاع غزة بتوريد كافة احتياجاتهم العلاجية و بشكل منتظم بما في ذلك إرسال العلاجات اللازمة للأطفال المصابين بالتلاسيميا بشكل فوري لمنع الوصل الى كارثة حقيقة يدفع ثمنها 75 طفلاً في مستشفيات قطاع غزة في أي لحظة يتأخر معها وصول علاجهم الاساسي .