الصحة : آيات الحاج

مستشفى الهلال الإماراتي هو مستشفى تخصصي تعليمي لأمراض النساء والولادة يعمل بالنظام المحوسب منذ نشأته، بدأت فكرة إنشائه من لجنة حي تل السلطان في مدينة رفح بالإضافة إلى أهل الخير، حيث ظهرت الحاجة الشديدة للمستشفى بعد اجتياح منطقة حي تل السلطان من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وعزلها بشكل كامل عن باقي المدينة وعن مستشفى أبو يوسف النجار والمستشفى الأوروبي فلم يجد أهلها مكان لعلاج جرحاهم فبادروا إلى التحرك لبناء هذا المستشفى.

وقال د. وليد ماضي مدير المستشفى:” تم اقتطاع قطعة أرض مساحتها 5 دونمات من الأرض المخصصة لوزارة الإسكان والبدء في بناء مبنى مكون من طابقين على مساحة 1200م2 بالإضافة إلى طابق أرضي (بدروم)، لكن الإنشاءات توقفت بسبب نقص التمويل فقام الهلال الأحمر الإماراتي بتبني المشروع وتمويله بالكامل حيث تم الانتهاء من إنشاء المستشفى في عام 2005م، وتم تسليم المستشفى إلى وزارة الصحة في عام 2006م حيث تم تحويله إلى مستشفى تخصصي للنساء والولادة وكان الافتتاح الرسمي له في 8/10/2006م تحت رعاية وزير الصحة د. باسم نعيم في الحكومة العاشرة”.

خدمة الأم والطفل

وعن الخدمة التي يقدمها المستشفى أوضح د.ماضي أن المستشفى يقدم خدمة تخصصية في مجال رعاية الأم أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة وكذلك يقدم خدمة للأطفال المواليد من عمر يوم حتى عمر الشهر، وتقدر الفئة التي يخدمها المستشفى بــــ75 ألف نسمة، حيث تتلخص رسالة المستشفى في خدمة المريض والمجتمع بأقصى الطاقات المتوفرة والارتقاء بالمستوى الصحي للأم والطفل، وتعتمد فلسفة المستشفى على احترام خصوصية المريض وكرامته، وشعار المستشفى دائماً (نحو أمومة آمنة).

ويتكون المستشفى من عدد من الأقسام هي: قسم العيادة الخارجية، كشك الولادة، ولادة أ، ولادة ب، الحضانة، العمليات، التعقيم، المختبر، الصيدلية، الأشعة، التخدير، بالإضافة إلى الأقسام الإدارية.

وأضاف قائلاً:” عدد العاملين في المستشفى 235 موظف، حيث يبلغ عدد الأطباء 40 طبيباً ما بين طبيب نساء وولادة وطبيب تخدير، و80 ممرضاً وقابلة قانونية و 31 فني مختبر وأشعة وصيدلية و84 إداري و إداري مساند”

شهادة البودر الفلسطيني

ويضم الطاقم الطبي للمستشفى أكثر من 15 طبيب يحملون شهادة الدكتوراة في تخصصي النساء والولادة والأطفال والتخدير بالإضافة إلى حملة شهادات عليا في كافة التخصصات سواء كانت طبية أو تمريضية أو مهن طبية مساعدة، وقد حقق المستشفى نجاحاً كبيراً حيث تم الاعتراف به كمستشفى تعليمي يمنح شهادة البورد للأطباء في تخصص النساء والولادة وقد تم تخريج الدفعة الأولى وتوزيعهم على مستشفيات القطاع.

وكذلك يتيح المستشفى الفرصة لطلبة الجامعات والكليات في عدد من التخصصات للتدريب في المستشفى مثل طلبة الطب من الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر وطالبات القبالة القانونية والتمريض وفنيي التخدير من الجامعة الإسلامية وكلية المجتمع وكلية فلسطين وطلبة السكرتارية الطبية من كلية العلوم والتكنولوجيا وطلبة الصيدلة والتحاليل الطبية من جامعة الأزهر والإسلامية حيث يشرف على برنامج التدريب نخبة من الأطباء المتميزين ذوي المهارة.

قسم الولادة

يعتبر قسم الولادة القسم الرئيس والأساسي والمدخل المركزي للمستشفى حيث يتم من خلاله إدخال أكثر من 70% من الحالات إلى المستشفى، فهو يقوم بعدة وظائف ليس فقط الولادة بل يقوم بعمل الاستقبال والطوارئ لجميع الحالات المتعلقة بأمراض النساء والولادة، وتبلغ السعة السريرية للقسم 27سرير.

وقدر د. زياد أبوطه رئيس قسم الولادة في المستشفى عدد الحالات التي يتعامل معها القسم يوميا بـ50-60 حالة ليصل العدد شهرياً بمعدل 1500 حالة.

ونوه إلى أنه يتم تصنيف حالات الدخول للمستشفى قائلاً:” تصنف الحالات التي تدخل القسم إلى ثلاثة أصناف، الصنف الأول حالات الكشف التي لا تحتاج إلى دخول ويتم التعامل معها بشكل وقتي وإعطائها العلاج المناسب مثل أمراض النساء والولادة، والصنف الثاني الحالات التي تحتاج دخول مثل حالات الولادة والإجهاض حيث يتم استقبالها وعمل اللازم لها ومن ثم نقلها للأقسام الأخرى للمراقبة، والصنف الثالث الحالات الطارئة من الحوامل مثل حوادث الطرق والتسمم والمشاكل العائلية، وتعتبر حالات الولادة هي الجزء الأكبر من حالات الدخول والباقي يتوزع بين الكشف والعلاج، ويقوم كل طبيب بمتابعة حالاته فقط ولا يتدخل أي طبيب في حالة أي طبيب آخر ولا يسمح لأي طبيب خارج الدوام بدخول القسم وإجراء أي عملية بالإضافة إلى وجود لجان التحقيق في حال حدوث أي تقصير أو تلقي أي شكوى من قبل أي مريضة.

المستشفى الأول في توفير لباس خاص للولادة

ومراعاة لخصوصية المجتمع الفلسطيني المحافظ وإتباعا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف قامت المستشفى بتوفير لباس خاص للسيدات للولادة، فقد قال أ. عمر عيد رئيس لجنة التوجيه والإرشاد في المستشفى:” قمنا وبالتعاون مع إحدى الداعيات باستحداث فكرة توفير لباس خاص للسيدات أثناء الولادة الطبيعية (بنطال الولادة) وهو عبارة عن بنطال عادي واسع فضفاض ولكنه مفتوح بقدر الحاجة عند منطقة الولادة بحيث يسمح للطبيب بمتابعة ميلاد الجنين بأمان ويظل باقي الجسم مستورا وهناك قطعة مضافة للبنطال تغطي هذه الفتحة حال انتهاء عملية الكشف أو الولادة، وهو المستشفى الأول في القطاع الذي يقوم بتطبيق هذه الفكرة بدعم من إدارة المستشفى ومكتب التمريض، وبالتعاون مع مدير دائرة التمريض أ. صالح الهمص تواصلنا مع الأخوة في الجمعية الإسلامية في رفح حيث تبرعوا لنا مشكورين بثمن القماش الذي تم تفصيل البنطلونات منه وقام مكتب التمريض بتجربته مما لاقى استحسان كبير من قبل السيدات وجهزنا ما يقارب 60 بنطلون يتم استخدامها بشكل كامل منذ حوالي أسبوعين فلا يتم إدخال أي حالة ولادة طبيعية إلا بعد ارتدائها بنطال الولادة”

فتوى شرعية بوجوب استعماله

وقد أشاد د. إحسان عاشور مفتى محافظة خان يونس بهذا الأمر حيث قال في فتوى رسمية صدرت عنه:” أمر الإسلام بستر العورات ونهى عن كشفها إلا في حالات استثنائية منها ضرورة حفظ النفس من الهلاك وحاجتها إلى التطبيب والمداواة، وإذا جاز كشف العورة لضرورة العلاج والتوليد فلا يحل للطبيب المعالج حين الضرورة أن يرى من المرأة أو يمس إلا ما تدعو ضرورة العلاج أو المداواة إلى رؤيته أو مسه، لأن ما أبيح للضرورة يقدر بقدره، فيجب على المرأة أن تستر كل ما لا تدعو الضرورة إلى كشفه عند العلاج، كما يجب على الطبيب أيضاً أن يستر جسد المريضة كله إلا موضع المعالجة: خاصة عند التوليد، وإجراء العمليات الجراحية ذات التخدير الكامل”.

وأضاف:” وعليه فإن استعمال بنطال الولادة، ينسجم مع هذا الأصل الشرعي ويتوافق مع شروط ترخيص كشف العورة لضرورة العلاج والتوليد، بشرط أن يكون كثيفاً غير شفاف، فيكون استعماله في أقسام الولادة والعيادات الخارجية والعيادات الخاصة عند التوليد والكشف الطبي واجباً وجوباً شرعياً، ويجب على المسئولين اتخاذ القرارات اللازمة والتعميم على المؤسسات ذات الاختصاص للعمل به واستعماله دون سواه”.

وقالت أ. مريم النشار مديرة جمعية الشابات المسلمات:”عندما عُرض علينا نشر الموضوع من خلال ندوات عن الولادة الآمنة قمنا بدعم الفكرة بشكل كامل فهي فكرة عملية لستر المرأة فبدلاً من ظهور كامل النصف السفلي من الجسم يقتصر الأمر على جزء معين وأثناء فترة الكشف فقط وقد لاقت الفكرة قبول كبير من قبل السيدات”.

برنامج الولادة الآمنة

وفي ذات السياق يطبق المستشفى نظام الولادة الآمنة بالتعاون منظمة الصحة العالمية (WHO) حيث يتم تقسيم الحالات إلى حرجة وغير حرجة فتقوم القابلات القانونيات بتوليد الحالات غير الحرجة (الولادة الآمنة) أما الحالات الصعبة فيقوم الطبيب بالتعامل معها، وقد تم تطبيقه بعد أن اجتاز جميع الطاقم العامل في المستشفى دورات مكثفة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة اليونيسيف حيث تم تدريب الطاقم على التعامل مع الحالات الطارئة للمواليد على أيدي مجموعة من الخبرات.

وأضاف د.عبد الرازق الكرد المدير الطبي للمستشفى أن هذا البرنامج بدأ فترته التجريبية في 15/11/2011م، حيث يتم تطبيقه خلال 12 ساعة النهارية ويقوم على أربع خطوات تبدأ بتحديد عوامل الخطورة حيث يقوم الطبيب بتصنيف الحالة (حرجة/غير حرجة) ثم تحديد الولادة الطبيعية التي يجب أن تقوم بها القابلة القانونية، ومن ثم العناية بالأم بعد الولادة لمدة 6 ساعات، وأخيراً العناية بالمولود والتأكد من سلامته بعد الولادة.

وقد احتفلت المستشفى ببدء تطبيق البرنامج وبحضور الوزير نعيم بشكل رسمي ابتداء من يوم 24/5/2012م بعد نجاحه في الفترة التجريبية.

خدمة متميزة

وأضاف د. أبو طه” نحن نتبع قاعدة ( ليس على المريض حرج ) كما قال رسول الله بسبب آلام المخاض التي تعاني منها الأم، فالمعاملة الحسنة مع المريضة هي واجباً شرعياً ووظيفياً يتماشى مع أخلاقيات المهنة، فجميع أفراد الطاقم الطبي وطاقم التمريض موجودون فقط لخدمة المريضة كما يحترم الطبيب آدمية المرأة ويراعي ديننا الحنيف من خلال فحصها بمرافقة إحدى الممرضات، وغالباً نقوم بشرح كل شيء للمريضة من حيث التشخيص وإجراءات العلاج لكي تكون على دراية كاملة بما يحدث معها، و جميع الممرضات يحملن شهادة القبالة القانونية وهن على كفاءة وخبرة عالية مما يساعد على التعامل مع المريضات في معظم الحالات دون تدخل الطبيب”.

المستشفى الأول على مستوى القطاع

حاز مستشفى الهلال الإماراتي على المرتبة الأولى على مستوى القطاع حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO) لرقي الخدمة الطبية بما في ذلك نظافة المكان فهي مهمة جداً بالنسبة للمريضة وخصوصاً التي تكون في حالة ولادة الأمر الذي يعطي راحة نفسية للمريضة، حيث أكدت لبنى الشريف منسقة برنامج الولادة الآمنة في منظمة الصحة العالمية أن مستشفى الهلال الإماراتي حصل على المرتبة الثانية على المراكز الصحية الحكومية والخاصة على مستوى القطاع وعلى المرتبة الأولى على المراكز الصحية الحكومية في تقديم الخدمة الصحية المتميزة للنساء والأطفال، وتحدث د. أبو طه قائلاً:” نحن نتابع المريضة طوال فترة وجودها في المستشفى فلا يخلو القسم أبداً من وجود طاقم طبي على مدار الساعة مع المراقبة المستمرة للمريضة من خلال أجهزة المتابعة للأم والجنين مثل جهاز تخطيط الجنين (CGT) وجهاز الالترا ساوند (Ultra Sound) وجهاز السونار”.

وتطرق د.أبو طه إلى العمليات التي يجريها القسم قائلاً:” نجري تقريباً 250 عملية شهرياً أغلبها عمليات ولادة قيصرية والباقي يتوزع ما بين عمليات صغرى مثل: عمليات الإجهاض والمناظير واللحمية داخل الرحم، وعمليات ذات مهارة مثل: استئصال الرحم من خلال المهبل وربط الأنابيب وكي المبايض وتهبيطة الرحم، وبالرغم من وجود غرفتين للعمليات إلا أننا نعمل بغرفة واحدة بسبب عدم توفر الإمكانيات لفتح غرفة العمليات الأخرى، ونحن بحاجة لتوسعة قسم كشك الولادة وقسم الولادة ب وعدد من الأجهزة مثل الموجودة في كشك الولادة”.

غيبوبة ونزيف

وروت لنا السيدة سامية المصري مديرة إحدى المدارس في محافظة رفح قصتها حيث تم تحويلها إلى المستشفى الإماراتي بعد حدوث نزيف شديد معها قائلة: “كانت ولادتي الساعة 11 ليلاً فأعطاني طبيبي الخاص كمية كبيرة من الطلق الصناعي لتعجيل ولادتي مما سبب لي نزيف حاد بعد الولادة مباشرة أدخلني في غيبوبة وتم تحويلي مباشرة إلى المستشفى الإماراتي حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وفور وصولي المستشفى كانت غرفة العمليات جاهزة وأوقفوا النزيف بسرعة وأنقذوا حياتي فقد كنت بين الحياة والموت”.

وتابعت تقول: “وفي صباح اليوم التالي كنت مصرة على الخروج من المستشفى إلا أنهم رفضوا وأصروا على إجراء فحص للدم وكان نسبة دمي 6 وقاموا بنقل وحدة دم لي في الصباح وأخرى في المساء مع الكشف المستمر والاطمئنان على حالتي من وقت لآخر من قبل الأطباء والممرضات، فهم بالفعل أنقذوا حياتي فأنا أشكرهم على ما فعلوا معي وأنصح جميع السيدات بالولادة فيه فهو مجهز بكل شيء في حال حدوث طارئ للأم أو الجنين”.

خمسة توائم

أما السيدة إسلام الغلبان وهي حامل بخمسة توائم بقيت في المستشفى لمدة شهر ونصف تحت الملاحظة إلى أن حان موعد ولادتها وتقول عن الرعاية التي لاقتها:” دخلت المستشفى وأنا في الشهر السادس لأوضع تحت الملاحظة نتيجة إصابتي بضغط الحمل فأنا حامل بخمسة توائم، وكانت الرعاية في المستشفى جيدة فقد كان الطبيب يمر علي بشكل يومي وعند حدوث أي طارئ يتم استدعاؤه بسرعة وقد اهتموا بحالتي لمدة شهر ونصف ولكن بسبب ضغط العمل كان هناك بعض التصرفات السلبية من قبل بعض الممرضات في المناوبة الليلية ونأمل أن يكون عندهن سعة صدر لاستيعابنا بشكل أكبر”.

الجهازان الوحيدان في قطاع غزة

بين د. وليد ماضي أن المستشفى تملك جهازين يعتبران الوحيدين في قطاع غزة حيث قال:”يوجد في المستشفى جهاز منظار رحمي جراحي وجهاز منظار بطني تشخيصي وجراحي غير موجدان إلا في المستشفى، ونقوم بإجراء العمليات عن طريق جهازي المنظار بدلاً من الجراحة وهي عمليات نوعية ذات مهارة”.

وأوضح د. الكرد قائلاً:” جهاز المنظار الرحمي الجراحي جهاز مهم حيث نقوم من خلاله بإجراء عمليات دقيقة مثل استئصال ألياف الرحم الداخلية دون الحاجة لاستئصال الرحم، والسيطرة على غزارة الطمث وتشخيص بعض الأسباب التي تؤدي إلى العقم ومعالجتها مثل: وجود حاجز داخل الرحم والرحم ذو القرنين بدلاً من إجراء عمليات جراحية وفتح البطن والرحم مما يتسبب في حدوث التصاقات في الحوض وانسداد في الأنابيب يؤدي إلى زيادة نسبة العقم فيقوم الطبيب بإجراء العملية من خلال فتحة المهبل دون الحاجة لإحداث جروح قطعية وتعود السيدة لمنزلها بعد ساعات أو يوم واحد وهو ما نطلق عليه عملية اليوم الواحد”

وأضاف د. الكرد:” أما بالنسبة لجهاز المنظار البطني فهو جهاز تشخيصي جراحي حيث نقوم بتشخيص الحالات وعلاجها في نفس الوقت مثل علاج التصاقات الحوض وانسداد الأنابيب وعلاج تكيس المبايض بكيها بالإضافة إلى علاج الحمل الهاجر (الحمل خارج الرحم) حيث يقوم فريق جراحي متميز بإجراء هذه العمليات”

قسم الحضانة

يعتبر قسم الحضانة القسم الثاني من حيث الأهمية في المستشفى فهو يخدم الأطفال من عمر يوم حتى عمر الشهر، وبدأ قسم الحضانة بـــــ4 أسرة فقط إلى أن تم توسعته وتطويره منذ حوالي السنة لتزداد طاقته الاستيعابية إلى 8 أسرة، 6 منها حواضن مبيت واثنتان حواضن استقبال.

وأوضح د. أسعد النواجحة رئيس قسم الحضانة أن القسم يقع بجوار كشك الولادة مباشرة للتعامل مع المواليد فوراً قائلاً: “عند وصول حالة ولادة فيها خطر على الجنين يتم استدعاء طبيب الأطفال بالتوازي مع طبيب الولادة لفحص المولود فور ولادته، ويقع أيضاً ضمن مسئولياتنا المرور على جميع الأطفال المواليد في قسم الولادة صباحاً ومساءً حيث يتم فحص الطفل بشكل كامل”.

قسم العيادة الخارجية

يتبع قسم العيادة الخارجية نظام الإحالة حيث يتم استقبال الحالات في القسم بناءً على الحجز المسبق من قبل عيادات الرعاية الأولية وهي 5 عيادات وعيادات وكالة الغوث وهي 4 عيادات بالإضافة إلى المركز الخاصة (NGOs) والمستشفى الكويتي الخاص، حيث يتم استقبال ما بين 40-50 حالة يومياً ليصل العد ما بين 1000-1500 حالة شهرياً، حيث يبلغ حالات الدخول منها 200-250 حالة وحالات المتابعة 700-750 حالة و200 حالة جديدة.

ويقدم القسم العديد من الخدمات: مثل متابعة النساء الحوامل شهرياً حتى الولادة وعلاج أمراض النساء ومتابعة حالات تأخر الحمل وعلاجها، ويتكون القسم من غرفة مختبر لإجراء الفحوصات المخبرية وثلاث غرف كشف تحتوي على جهاز تصوير تلفزيوني الالترا ساوند (Ultra Sound) وجهاز تخطيط الجنين (CGT)، ويقوم القسم بالتعاون مع وزارة الداخلية في إدخال إشعارات الولادة مباشرة من المستشفى.

قسم المختبر

يعمل الأخصائيين في المختبر بهمة ونشاط لتلبية كافة احتياجات المستشفى من التحاليل والفحوصات وبين د.محمد عبد النبي رئيس قسم المختبر أن جميع الفحوصات والتحاليل التي تجرى في المختبر هي فحوصات وتحاليل خاصة بقسم الولادة وما يتعلق بأمراض النساء والولادة قائلاً:” يضم القسم أربعة أقسام وهي أولاً: قسم الهيماثولوجي ويتم فيه فحوص (CBC) وفحوص (Blood Group)، وثانياً: قسم التحاليل الكيميائية مثل: فحوص الجلوكوز واليوريا و الكيرياتينين واليوريك أسيد، ثالثاً: قسم البكتيريا ويقوم بعمل جميع الفحوصات البكتيريا (المزارع بأنواعها)، رابعاً: قسم مختبر العيادة الخارجية ويقوم بسحب عينات الدم من المراجعين وعمل الفحوصات الروتينية مثل فحوصات البول والبراز، خامساً: قسم بنك الدم ويقوم بسحب وحدات الدم من المتبرعين وفحصها ويوجد في بنك الدم شهرياً بمعدل 100 وحدة دم من جميع فصائل الدم ويبلغ حاجة المستشفى ما بين 70-100 وحدة دم شهرياً”.

ولكن القسم يعاني من نقص في بعض الأجهزة مثل: جهاز فصل مكونات الدم حيث يقوم بإنتاج مشتقات الدم مثل مادة البلازما (FFB)، وجهاز فحص مرض الكبد الوبائي (C-B)، وجهاز فحص مرض الايدز (HIV)، وجهاز فحص العينات والأنسجة.

قسم الصيدلية

يحتوي قسم الصيدلية على أدوية تتبع قسم الولادة ويبلغ الرصيد الطبيعي للصيدلية من الأدوية 220 صنف دواء و220صنف مستهلكات طبية و 18صنف محاليل، ولكن 90% من رصيد الصيدلية يصرف للمرضى المنومين في المستشفى ولبعض الحالات الخاصة بناءً على تقارير طبية.

وتعاني الصيدلية من تأثير أزمة الدواء والمستهلكات الطبية حيث قال د.خالد أبو العيش رئيس قسم الصيدلية:” بعض الأدوية لم تتأثر بالأزمة وبقي رصيدها كما هو، وبعضها نقص رصيده مثل الدكلوفين، وهناك أدوية أصبح رصيدها صفر مثل الميزوبروستول والهيبارين وهو دواء مهم يصرف لحالات الإجهاض المتكرر، أما بالنسبة للمستهلكات الطبية فنعاني من نقص في بعض أنواع المستهلكات الطبية ونلجأ إلى استخدام بديل لكنه ليس بنفس الكفاءة”.

قسم الأشعة

يخدم قسم الأشعة في مستشفى الهلال الإماراتي حوالي 100-120 حالة شهرياً، وعن الخدمات التي يقدمها القسم قال د.عبيد العايدي رئيس قسم الأشعة في المستشفى:” يوفر القسم تصوير أشعة للمرضى الداخليين في قسم الولادة والعمليات، وأشعة تشخيصية لأطفال الحضانة حديتي الولادة، بالإضافة إلى بعض الخدمات لمرضى من العيادة الخارجية، حيث يوجد لدينا جهاز أشعة رئيسي وجهاز أشعة متنقل خاص بقسم العمليات وأيضاً جهاز تحميض لصور الأشعة، ولكننا بحاجة لجهاز ماموغرافي لتصوير الثدي والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وجهاز فلورو سكوبي لتصوير حالات الصبغة أي تصوير الأجزاء الداخلية للرحم”.

وأضاف د. العايدي عن تأثير أزمة الكهرباء على القسم قائلاً:” القطع المتكرر للكهـرباء يؤدي إلى عطل في جهـاز التصـوير أو التحميـض مما نضطر إلى إرسال المرضى لمستشفى أبو يوسف النجار لعمل صور الأشعة”.

صعوبات تعرقل تقديم الخدمات

وتعاني المستشفى كغيرها من المؤسسات الصحية في القطاع من بعض الصعوبات التي تعرقل أداء العمل على أكمل وجه وتقديم كامل الخدمات للمرضى وهو ما بينه د. وليد ماضي قائلاً:” تعاني المستشفى من عدد من الصعوبات التي تعرقل عملنا في بعض الأحيان مثل عدم توفر بعض الأدوية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار لبعض الأجهزة والتي لا نستطيع توفيرها بسبب الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، ، وضيق المكان حيث لا يتسع أحياناً للحالات خصوصاً مع الزيادة المستمرة في عددها وخاصة بعد تطبيق نظام الولادة الآمنة مما يضطرنا إلى إبقاء السيدات بعد الولادة فقط لساعتين بدلا من 6 ساعات”

وأضاف د. ماضي قائلاً:” نعاني من أزمة الوقود والكهرباء والدواء مما يؤدي إلى تعطل بعض الأجهزة النوعية في المستشفى كأجهزة التنفس الصناعي وجهاز التعقيم نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وعدم توفر أجهزة (UBS)، مما اضطرنا في بعض الأوقات إلى تقليص الخدمة المقدمة خوفاً من حدوث أي طارئ مثل عطل في الموتور وهو ما حدث فعلاً مع بعض الأطباء أثناء إجراء عملية منظار للرحم ولكن بسبب الكفاءة العالية للأطباء تم تلافي حدوث أي خطر أو مضاعفات للمريضة.

محاضرات تثقيفية للمراجعين والمرضى

وفي ذات السياق قال أ. صالح الهمص مدير دائرة التمريض” يقوم مكتب التمريض بإلقاء محاضرات يومية للمراجعين في العيادة الخارجية قبل بدء موعد عمل العيادة تشمل كافة المواضيع حول الاعتناء بالحامل، وطرق الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، وعمل محاضرات قصيرة للمرضى والمرافقين قبل الخروج لمدة ساعة أو نصف ساعة، ومنذ عدة شهور نركز على المحاضرات التي تدعم الرضاعة الطبيعية وقمنا بمنع وضع إعلانات الحليب الصناعي في مرافق المستشفى”.

وأضاف أ. عمر عيد رئيس لجنة الإرشاد والتوجيه قائلاً:” نقوم من خلال اللجنة بإصدار نشرات دعوية وتنظيم محاضرات دينية ومسابقة دينية بالتعاون مع وزارة الأوقاف تخص الأطباء والمرضى، وقمنا بعقد دورة تمهيدية في أحكام التلاوة والتجويد برواية حفص عن عاصم بالتعاون مع دائرة العمل النسائي في وزارة الأوقاف وإلقاء محاضرات توعية دينية لزوار العيادة الخارجية، وعمل دورة في فقه الطهارة لموظفات المستشفى”.